قصور بني أمية من الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى ، وخلال البحث عثرنا على بعض الجهود البسيطة بصور تقريبية لهذه القصور التي بنيت على الطريقة الدمشقيه ، فهيا نعبر التاريخ لاستحضار المشهد ،
تشكل القصور الاموية أقدم مبان اسلامية في القدس بعد المسجد الأقصى، بناها الأمويون زمن عبد الملك بن مروان , و اكذلك خلفه الوليد بن عبد الملك بحسب الطراز المعماري الدمشقي، فكان كل قصر من القصور السبعة يتكون من غرف على شكل يقترب من المربع ، وجميعها يصل إلى ساحة واسعة تقع في وسط القصر، ويتوسط الساحة مصدر للمياه " نافورة".
حيث إن القصور موزعة على الجهة الجنوبية للبلدة القديمة، ثلاثة منها داخل السور، وثلاثة أخرى خارجه أما السابع فيقع في بداية انحدار وادي حلوة مساحة القصر الى اكثر من 300 مترمربع، واستخدم ببنائه الحجارة الرومانية ، بالاضافة إلى حجارة تم إحضارها بشكل خاص من جنوب الخليل لتشييدها , و قد اكتشفت عام 1982 .
و قد شيدت وفق مبدأ موحد وشكل معماري متماثل، بحيث يمكن القول إن النسق المعماري الفني الذي اتبعه الأمويون هو واحد في كثير من تفاصيله. فالقصر الأموي يمتلك التفاصيل نفسها التي تبدأ من السور المحيط بالمبنى ثم الصحن الداخلي الذي تشرف عليه أروقة تعقبها غرف في طبقة واحدة أو طبقتين. ويتخذ السور الخارجي طابع التحصين بعيداً عن الفتحات والزخارف. ومع ذلك، فإن الأبراج لم تكن ضرورية لوظيفة الدفاع والتحصين حيث توفر الامان اين ما كان .
وقد كشفت التنقيبات عن أجزاء من هذه الأسوار المتهدمة تصل إلى ارتفاع أربعة أمتار. ولوحظ أن الأسوار يفصلها عن الحرم شارع عرضه 430 سم، كان مبلطا ببلاط صقيل بأبعاد 25×35 سم و60×70سم. وآثار هذه القصور الثلاثة تدل على وجود أحدها جنوب سور الحرم والثاني غربه. وما هو جنوب الحرم قصر كبير أبعاده 48×96م، وله باب من جهة الشرق وآخر من الغرب. وفي الوسط فناء محاط بأروقة وراءها غرف واسعة يبلغ طولها 17م أو 20م. ولقد عُثر في هذا الموقع على أعمدة وتيجان ومشبكات وقطع من الدرابزين، كما عثر على زخارف ملونة في الجناح الغربي.. أما المبنى الآخر فهو أصغر مساحة، ولكنه يشابهه في المخطط. والمبنى الثالث أيضا مشابه في مواد إنشائه وطرازه وفسيفسائه للبناءين السابقين.
أما قصر الخربة الذي بناه الوليد بن عبد الملك، فهو بناء مساحته 73×67م، تقوم فيه زوايا وأبراج مستديرة، وله في الوسط من الناحية الشرقية باب ضخم يحيط به برجان من الجانبين. ويمتاز هذا الباب بقبته المربعة التي يقوم في كل من جانبيها نصف برج. وكانت القبة مفتوحة من الأعلى وحولها طنف إكليلي مزخرف.
كانت الأقسام غير المنحوتة من القبة مغطاة بالفسيفساء بلون أخضر وأزرق وأحمر وذهبي وفضي. وينتهي دهليز المدخل بالفناء المحاط بغرف منفتح بعضها على بعض. وثمة قاعة كانت مزينة بتيجان مرمرية عثر على بعضها، ويلي ذك البهو العظيم ذو الأجنحة الثلاثة، وهو مربع ضلعه 20م، ولقد كسيت جدرانه إلى ارتفاع مترين وأرضه بالمرمر. وفي أعلى الجدران كانت الفسيفساء الزجاجية الهندسية والنباتية المحورة. والبهو كان مسقوفاً بالقرميد المائل. ويجاور البهو خمس حجرات فرشت بالفسيفساء الحجرية بلون أسود وأبيض أو أحمر فاتح وأحمر قاتم أو أصفر مع البني.
ولا يختلف قصر المفجر الذي بناه هشام بن عبد الملك عن باقي القصور الأموية في مخططه وأبعاده. فهو شبه مربع وضلعه 64.50م والضلع الشرقي 61.25م. وفي أركانه الأربعة أبراج دائرية مدعّمة. وفي منتصف الجدار الشمالي والغربي أبراج نصف دائرية. وفي الجنوب برج رباعي يضم محراباً ولعله كان مئذنة. والقصر الداخل على صحن واسع مساحته 28×29م. ويحيط بالصحن أروقة سفلى فوقها شرفات الطبقة العليا. وأرض الصحن مبلطة ببلاط أسود وتحته مصارف للمياه حسنة التنظيم.
امتاز هذا القصر بزخارفه الفسيفسائية المهمة جداً، والمؤلفة من مكعبات حجرية ملونة تشكل صوراً تشبيهية أو زخرفية رائعة التصميم والتنفيذ. ومن أهم هذه الألواح الفسيفسائية قطعة كبيرة تفرش قاعة الاستقبال مؤلفة من دائرة على بساط من البلاطات الفسيفسائية. ويتصل بهذه الصورة الكبيرة عدد من الصور المجزأة، الأمر الذي يجعل المشهد شديد الزينة رائع الجمال. ومن أروع أنماط الفسيفساء الأرضية، الزخارف الهندسية التي تعتبر من أروع الآثار الإسلامية والتي كان لها تأثيرها في الفن الحديث التجريدي والبصري. وهذه القطعة هي أضخم قطعة فسيفسائية عرفت حتى ذلك الوقت.
توجد في حمام القصر وفي غرفة الاستراحة تحديداً، صورة تشبيهية رائعة التكوين مؤلفة من شجرة تفاح أو نارنج مع نباتات إضافية على طرفي الشجرة، حيث تختلط هذه النباتات من اليمين بصورة أسد ينتفض على غزال هلع، بينما يبدو في الجهة اليسرى غزالان هادئان ينعمان بقضم أوراق النباتات. وتمتاز الشجرة بواقعيتها إذ روعي فيها اختلاف مقاييس الفروع والأغصان الطبيعي، وأُخذت الألوان الواقعية بعين الاعتبار، كما التفت فروع الشجرة وأغصانها بشكل واقعي صرف.
تعليقات
إرسال تعليق